*لابد أن تبيع الحمار!!* الجزء الاول

من طرف Unknown  |  نشر في :  7:43 م 1




قصة حقيقية اقرب للخيال
 

((( رائعة جداً )))

*لابد أن تبيع الحمار!!*

*هذه قصة حدثت تفاصيلها في الأندلس إبان حكم الدولة الأموية الثانية؛ ويرويها لنا التاريخ:*

وهي تحكي قصة ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين - يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير -.
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق؛ تناولوا طعام العشاء، وجلس الثلاثة يتسامرون؛ فقال أحدهم واسمه "محمد":
*افترضا أني خليفة؛ ماذا تتمنيان ؟!*
فقالا: يا محمد إن هذا غير ممكن!!
فقال: افترضا جدلاً أني خليفة؛ فقال أحدهما؛ هذا محال؛ وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّارا، أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً.
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة؛ وهام محمد في أحلام اليقظة؛ وتخيل نفسه على عرش الخلافة، وقال لأحدهما:
*ماذا تتمنى أيها الرجل ؟!*
فقال: أريد حدائق غنّاء. وماذا بعد؟ قال الرجل: إسطبلاً من الخيل، وماذا بعد؟ قال الرجل: أريد مائة جارية، وماذا بعد أيها الرجل؟ قال مائة ألف دينار ذهب؛ ثم ماذا بعد؟ يكفي ذلك يا أمير المؤمنين.
كل ذلك و(محمد ابن أبي عامر) يسبح في خياله الطموح؛ ويرى نفسه على عرش الخلافة، ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة، ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي؛ بعد أن كان يأخذ؛ وهو ينفق بعد أن كان يطلب، وهو يأمر بعد أن كان ينفذ.
*وبينما هو كذلك!*
التفت إلى صاحبه الآخر، وقال ماذا تريد أيها الرجل؟
فقال: يا محمد إنما أنت حمّار، والحمار لا يصلح أن يكون خليفة !!
فقال محمد: يا أخي؛ افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى؟
فقال الرجل: أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة!!
*فقال محمد:*
دعني من هذا كله؛ ماذا تتمنى أيها الرجل؟!
*فقال الرجل:*
إسمع يا محمد؛ إذا أصبحت خليفة؛ فاجعلني على حمار، ووجه وجهي إلى الوراء، وأمر مناديا يمشي معي في أزقة المدينة، وينادي:
أيها النااااااس!
أيها النااااااس!
هذا دجال محتال؛ من يمشي معه؛ أو يحدثه أودعته السجن.
وانتهى الحوار، ونام الجميع؛ ومع بزوغ الفجر *استيقظ محمد، وصلى صلاة الفجر، وجلس يفكر*...
فقال في نفسه:
صحيح؛ إن الذي يعمل حمارا، لن يصل إلى الخلافة، فكر محمد كثيرا *ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود؟*
*توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً*، وهي *تحديد الخطوة الأولى:*
حيث *قرر أنه يجب عليه بيع الحمار* وفعلاً باع الحمار.
وانطلق (محمد ابن أبي عامر) بكل إصرار وجد؛ يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف؛ *وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط*.
*● تخيلوا يا إخواني:*
الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار؛ صار يبذله في عمله الجديد؛ *فأعجب به الرؤساء والزملاء والناس*.
وترقى في عمله *حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس*.
ثم يقدر الله؛ فيموت الخليفة الأموي؛ ويتولى الخلافة بعده ابنه *(هشام المؤيد بالله)* وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات، وهل يمكن لهذا الطفل الصغير إدارة شؤون الدولة؟!
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً، ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية؛ فيأخذ الملك منه.
فقرروا أن يكون عليه مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية؛ وتم الاختيار على *(محمد ابن أبي عامر)* و(ابن أبي غالب) و(المصحفي).
وكان *(محمد ابن أبي عامر)* مقربا إلى (صبح) أم الخليفة، واستطاع أن يمتلك ثقتها، وتخلص من المصحفي عندها؛ وأزيل المصحفي من الوصاية، وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب؛ ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد؛ ثم اتخذ مجموعة من القرارات؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه، وقرر انتقال شؤون الحكم إلى قصره، وجيش الجيوش، وفتح الأمصار؛ واتسعت دولة بني أمية في عهده.
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس!!
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية، *وسميت (بالدولة العامرية)*.
هكذا صنع الحاجب المنصور (محمد ابن أبي عامر)، *واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه.*
القصة لم تنته هنا بعد؛

تابع الجزء الثاني  اضغط هنا

نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

هناك تعليق واحد: